المنير* الشّافع المشفّع في اليوم العسير* الّذي يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر* صاحب الأمانة و الدّيانة* و الصّيانة و المجاهد في سبيل اللّه حقّ جهاده* و خيرة اللّه من عباده و نور اللّه في بلاده* قد ختم اللّه به النّبيّين و جعله رحمة للعالمين* و سمّاه أحمدا و محمّدا و طه و يس* و أعطاه الشّفاعة في المذنبين* و نسخ بدينه و شريعته كلّ دين* صلّى اللّه عليه و على إله و صحبه أجمعين* قال: فعند ذلك ضجّت الملائكة بالتّسبيح و الثّناء لربّ العالمين* و فتحت أبواب الجنان و أغلقت أبواب النّيران* و أينعت‌ [1] أشجار الجنّة و أزهرت بالنّباتات* و تعطّرت الحور و الولدان و غنّت الأطيار باللّغات* و اندفقت الأنهار بالخمور و الأعسال و الألبان* و ترنّمت الأطيار على الأغصان موحّدة بتقديس الملك الرّحمن* و ضجّت الأملاك بالاستبشار بمحمّد المصطفى المختار ( صلّى اللّه عليه و سلّم ) ما دام الملك للّه العزيز الغفّار* و رفعت الحجب و الأستار و تجلّى لهم علّام الغيوب* لا إله إلّا اللّه واحده لا شريك له كشّاف الكروب*

قال: فلمّا فرغ جبرائيل (عليه السلام) من أهل السّماوات أمره اللّه أن ينزل إلى الأرض في مائة ألف من الملائكة فيتفرّقون في الأرض و على رءوس الجبال و الجزائر و البحار* و سائر الأقطار حتّى بشّروا أهل الأرض السّابعة السّفلى* و مستقرّ الحوت فمن علم اللّه منه القبول* جعله تقيّا نقيّا طاهرا زكيّا* اللّهمّ اجعلنا من المقبولين* بجاه محمّد سيّد المرسلين ( صلّى اللّه عليه و سلّم )* و على إله و صحبه أجمعين* صلّوا عليه و سلموا تسليما* حتّى تنالوا جنّة و نعيما*

[1] أينع الثمر ينعا و ينوعا: أدرك و طاب و حان قطافه.