نام کتاب : المولد النبوي الشريف نویسنده : الهواري، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 156
و العرب و الأعجام* و عكفت على بيت آمنة طيور مناقيرها من الزّمرّد الأخضر و أجنحتها من اليواقيت الجوهريّة* و تدلّت [1] الكواكب من السّماوات و أقبل إلى بيت آمنة الغمام* و رأت رجالا وقفوا في الهواء بأيديهم أباريق من فضّة بالسّلاسل الذّهبيّة* فيها ماء من السّلسبيل فشربت فزال ما بها من الآلام* و لم تزل السّيّدة تشاهد من غرائب معجزاته أمورا نورانيّة* و من عجيب آياته ما لا تحيط به العقول و الأفهام* و ذلك في ليلة الإثنين من بعد العشاء إلى طلوع اللّمعة الفجريّة* فأخذها المخاض و وضعته ( صلّى اللّه عليه و سلّم ) نورا يتلألأ كالبدر ليلة التّمام* و يجب علينا معشر الحاضرين و السّامعين القيام عند ذكر مولده الشّريف تعظيما لقدوم ذاته البهيّة* فيا سعادة من وقف تعظيما له على الأقدام*
و هذه قصيدة تقال وقت ذكر القيام:
صلاة اللّه ربّي ذي الجلال * * * على نور الهدى باهي الجمال
و تسليم من المولى القديم * * * على طه المكمّل بالكمال
إمام المرسلين و منتقاهم * * * سراج العالمين بلا محال
هو البدر المنير رفيع جاه * * * شريف أصله عال و غال
له وجه جميل لو تراه * * * ترى قمرا منيرا في العلالي
له شعر يحار العقل فيه * * * و يختطف الفؤاد بلا اختلال
يلوح النّور من وضح الجبين * * * كحيل الطّرف من غير اكتحال [2]
منير الخدّ ما أبهى ضياه * * * متوّج بالمهابة و الجلال
[1] تدلّت: نزلت من علوّ، يقال: تدلّى من الجبل و نحوه.