ذلك يقول حذافة بن غانم بن عوف بن عبيد اللّه بن عويج بن عدي بن كعب يمدح بني عبد المطلب:
على شيبة الحمد الذي كان وجهه * * * يضيء ظلام الليل كالقمر البدر
كهولهم خير الكهول و نسلهم * * * كنسل الملوك لا تبور و لا تحري
و ساقي الحجيج ثم للخبز هاشم * * * و عبد مناف السيد الغمر الفهري
متى تلق منهم خارجا في شبابه * * * تجده على أجرار والده يجري
هم ملئ البطحاء مجدا و سؤددا * * * و هم نكلوا عنّا غواة بني بكر
و هم يغفرون الذنب ينقم مثله * * * و هم تركوا رأي السفاهة و الهجر
أ خارج أما أهلكن فلا تزل * * * لهم شاكرا حتى تغيب في القبر [1]
و روى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه صلوات اللّه عليهم: أن سبب قول حذافة هذه الأبيات: أن ركبا من جذام خرجوا صادرين عن الحج من مكة، ففقدوا رجلا منهم غالته بيوت مكة، فتلقوا حذافة فأخذوه و ربطوه ثم انطلقوا به، فتلقاهم عبد المطلب مقبلا من الطائف و قد كفّ بصره و معه ابنه أبو لهب يقود به، فلمّا رآه حذافة هتف به، فقال عبد المطلب لابنه أبي لهب: ويلك ما هذا؟
فقال: هذا حذافة بن غانم مربوطا مع ركب.
قال: الحق بهم فاسألهم عن حاله.
فلحقهم فأخبروه بخبره، فرجع إلى عبد المطلب فأخبره بخبره.
فقال: و يحك هل معك شيء تفديه به؟
فقال: لا و اللّه.
قال: فالحقهم لا أم لك فارهنهم رهنا به و افتكّه منهم.