معلمي.
و كان للوليد غلام مغنّي يقال له: أبو كامل الغزيل، و كان من أهل الشام، و كان يغنّيه بأشعاره التي كان يسمعها للغناء.
و ممّا يعرف له ما كان يغنّى به من شعر الوليد بن يزيد:
أمدح الكأس و من أعملها * * * و اهج قوما قتلونا بالعطش
إنما الراح نعيم باكر * * * فإذا ما غاب عنّا لم نعش
و غنّى أبو الكامل يومئذ الوليد بشعر للوليد:
جنباني ديار كل لئيم * * * إنه مستمات شرّ نديم
ثم إن كان في النديم لئيم * * * فأذيقوه بعض مس النعيم
إن تلك الفضول إن تك يوما * * * للئيم ترد فضل اللئيم
فطرب الوليد طربا شديدا و أعطاه قلنسوة كانت عليه من برود، فكان أبو كامل إذا دعاه أحد ليغنّي له ممّن يتجمل له لبسها و قال: هذه قلنسوة أمير المؤمنين.
و في أبي كامل يقول الوليد بن يزيد:
من مبلغ عني أبا كامل * * * إني إذا ما غاب كالهامل
و زادني شوقا إلى قربه * * * فيما مضى من دهرنا الحامل
إني إذا أعطيته مرة * * * ظلمت بيوم الفرح الجاذل
و حكى عن عمرو الودادي أنه قال: دخلت يوما إلى الوليد بن يزيد فأصبته يشرب الخمر و معه ندماؤه، و لم يكن لي بشربها عهد فقال لي: اشرب.
فشربت و لم أقدر أن أخالفه، ثم قال: غنّني فغنّيته:
حبست لهم نفسي على الحكم بالرضى * * * ليأمن ذو خوف و يدرك طالب
إذا أنت لم تصلح بحلمك ما جنى * * * تسفيهك كانت في الصديق معايب