عشرة دنانير عنده [في العطاء] كلا شيء، لا لعمري لا أفعل [1].
و رفع إليه ابنه سليمان: أن دابته عجزت عليه، و يسأله أن يأمر له بدابة.
فوافاه في رقعته: إن ضعف دابتك من تضييعك إياها و قلة عهدك لعلفها، فتعهد دابتك و القيام عليها بنفسك، تصلح لك إن شاء اللّه [2].
و جاءته كمأة [3] من بعض عمّاله فعرضت عليه فرأى بعضها قد تغيّر، فكتب إليه:
قد وصلت الكمأة التي بعثت و هي أربعون، و قد تغيّر بعضها و لم تؤت إلّا من حشوها، فإذا بعثت منها شيئا فأجد حشوها في الظرف الذي تجعلها فيه في الرمل، حتى لا تضطرب فتصيب بعضها بعضا [4].
و أرسل إليه بعض عمّاله بطيرين ظريفين، فدخل بهما الرسول عليه و هو على سرير له في عرصة الدار فقال: أرسلهما في الدار.
فأرسلهما، فلمّا رآهما أعجب بهما و استظرفهما، فلمّا رأى ذلك الرسول استوهبه شيئا.
فقال: ويلك ما أهبك على هذا، خذ أحدهما.
فجعل الرسول يعدو في الدار فلا يستطيع أخذهما حتى تعب و مضى [5].
و وقف على هشام محمد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر يبتغي نائلة فقال: مالك عندي شيء.
فلمّا ولى قال: إياك أن يغرك أحد فيقول لك: لم يعرفك أمير المؤمنين فترجع إليّ
[1]- تاريخ الطبري: 5/ 16، و ما بين المعقوفتين من المصدر.