و بعوث ثلاثة في عطاء * * * و عطاء يكون في سنتين
و قيل: إن شاعرا أنشده شعرا يمدحه فيه، فقال فيما أنشد منه:
رجاك أنساني تذكر إخوتي * * * و مالك انساني بخرشين ماليا
فقال هشام: ذلك حمق لك.
و قال له أخوه مسلمة قبل أن يلي: أ تطمع في الخلافة و أنت جبان بخيل؟
قال: و إن كنت كذلك، فأنا حليم عفيف [1].
فاعترف بالجبن و البخل و هما من أسوأ الحالات، و ادّعى الحلم و العفّة و نفت عنه أفعاله ذلك.
و أنشده أبو النجم ارجوزة مدحه بها بعد أن استنشده إياها التي ابتداؤها:
الحمد للّه الوهوب المجزل.
و مرّ فيها، فما زال هشام يصفق بيده استحسانا لها إلى أن ذكر الشمس، فقال:
و هي في الأفق كعين الأحول.
فتغيّر هشام لما كان أحول، و أمر فوجئ قفاه [2].
و هذا ضد ما ادّعاه من الحلم، مع ضعف شديد و جهل عظيم.
فأمّا دعواه العفّة، فليس بعفيف من سرق الإمارة، و خان اللّه ماله، و اقتطع أموال عباده.
و ممّا يوصف من سخفه و ضعفه: أن حاديا حدى به و هو على بختي فقال:
إن عليك أيها البختي * * * اكرم من يمشي به المطي
فقال: صدق و اللّه و هذه الرقاعة العظيمة [3].
[1]- تاريخ الطبري: 5/ 518، شرح نهج البلاغة: 15/ 253.
[2]- تاريخ الطبري: 5/ 519، شرح نهج البلاغة: 15/ 253.
[3]- شرح نهج البلاغة: 15/ 253، النزاع و التخاصم: 40.