و كانت وفاته يوم الجمعة لخمس ليالي بقين من شعبان، سنة خمس و مائة، و هو ابن خمس و ثلاثين سنة، و صلى عليه الوليد ابنه و هو ابن خمس عشرة سنة، و مات ببلقاء [2].
[خلافة هشام بن عبد الملك]
و ولى بعده هشام بن عبد الملك، و طالت ولايته [حتى] بلغت زهاء عشرين سنة.
و كان موصوفا بالغلظة و الشدة في الأمور و البخل، و كان أحول، و مطل الجند بأرزاقهم عطاء بعد عطاء، حتى حصل له بذلك المطل عطاء سنة، فقيل: سرق الجند عطاء سنة، و سمّي لذلك الأحوال السراق [3].
و قيل: إنه أخرج لأهل المدينة عطاء في سنتين و ضرب عليهم فيه ثلاث بعوث.
و قال في ذلك بعض الشعراء شعرا:
كيف يصفوا لنا بها الدهر عيش * * * أو تخف الظهور من حمل دين
[2]- تاريخ خليفة: 259، تاريخ الطبري: 5/ 374، البداية و النهاية: 9/ 260.
و البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام و وادي القرى، ذات قرى كثيرة و مزارع واسعة، و سميت بلقاء لأن بالق من بني عمان بن لوط عليه السّلام عمّرها. معجم البلدان: 1/ 489.
[3]- شرح نهج البلاغة: 15/ 253، النزاع و التخاصم: 40.