ذكر مناقب هاشم بن عبد مناف و مثالب عبد شمس بن عبد مناف و هو أخوه
و ولد لعبد مناف بن قصي هاشما، و اسمه عمرو، و قيل له: عمرو العلي، لشرفه، و سمي هاشما، لأنه أول من هشم الخبز و ثرده و أطعمه، فسمّي به هاشما و غلب ذلك عليه [1].
و من فضله و شرفه أنه والد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فاستحق من الفضل ما قدمنا ذكره، لقول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ[2] و قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيه: «نقلت من كرام الأصلاب إلى مطهرات الأرحام» [3] دون أخوته عبد شمس و غيره.
و لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «ما افترقت فرقتان إلّا و كنت من خيرهما» [4] و قوله صلّى اللّه عليه و آله:
فدل ذلك على أن الفضل و الشرف فيمن هو منه صلّى اللّه عليه و آله دون من نازع ذلك ممّن بان عنه، و من ذلك الحديث المرفوع أنه صلّى اللّه عليه و آله أمر بلالا أن يؤذّن لصلاة الظهر يوما قبل وقتها، و ذلك في رجب لثلاث عشرة ليلة مضين منه، ففعل ذلك بلال و فزع الناس له