فقام فدخل عليه فوجده متهللا مسرورا فقال له: إن الحسن قد هلك.
قال ابن عباس: و لذلك كبّرت، و اللّه ما عجل لك ذلك ما تريد، و لا زاد في أجلك، و لا سدّ حفرتك، و إنك لصائر إلى ما صار إليه، و لئن كنّا قد أصبنا به لقد أصبنا بأفضل منه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ثم جبر اللّه تلك المصيبة.
فقال له معاوية: ما كلمناك يا ابن عباس إلّا وجدناك معدا للجواب. و أخذ في الحديث [1].
و روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنه قال: «لمّا أسري بي إلى السماء سمعت معاوية يخطب على منبري فساءني ذلك فأنزل اللّه عزّ و جلّ: وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ[2]» [3].
[هند بنت عتبة]
و روى الكلبي عن أبي صالح و الهيثم عن محمد بن إسحاق و غيره: أن معاوية كان لغير رشده، و أن أمّه هند بنت عتبة كانت من العواهر المعلمات اللواتي كن يخترن على أعينهن، و كان أحب الرجال إليها السود، و كانت إذا علقت من أسود فولدت له قتلت ولدها منه، و لمّا أسلمت و أنزل اللّه عزّ و جلّ: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَ لا يَسْرِقْنَ وَ لا يَزْنِينَ وَ لا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَ[4] الآية،
[1]- الامامة و السياسة: 197، تاريخ اليعقوبي: 2/ 226.