فقال: لو لا أن نبيّكم يقول: الولد للفراش و للعاهر الحجر، لأخبرتك أنه ابني، بل هو ابني حقا.
فهذا إن ثبت من قول أبي سفيان ممّا يدل على ما قدمنا ذكره من إنكار نبوة محمد صلّى اللّه عليه و آله و رفضه للإسلام، لقوله: نبيّكم، و لم يقل: النبي صلّى اللّه عليه و آله و لا نبيّنا و لقوله: بل هو ابني حقا، بعد حكايته قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله «الولد للفراش و للعاهر الحجر».
فقال معاوية: وعى سمعك و وفى لسانك، زياد بن أبي سفيان حقا [1].
و هذا أيضا من معاوية تكذيب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ردّ لقوله و نقض لقضائه، و في ذلك ما دل على ما ذكرناه عنه من كفره و سوء اعتقاده، و في قوله و قد أثبت نسب زياد من أبي سفيان و هو عاهر، و نفاه عن نسب من ولد على فراشه و مخالفته بذلك حكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
و قوله: زياد بن أبي سفيان حقا، ما دل على أن اعتقاده أن قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله باطل، و هذا يقوله على منبر المسلمين فيما يزعمون و على رءوسهم و هم عنه بمعزل، و لكنهم طغام الشام و جهّال الأمة، و مثل هذا أنكرته عليه عائشة و غيرها ممّن حكينا قوله، و ممّن لم يحكه ممّن له فهم و عقل و بصر، و لم يستحل أحد منهم أن ينسب زياد إلى أبي سفيان، و أكثر ما يقولون و إلى اليوم: زياد ابن أبيه.
و معاوية أول من حمل إليه رأس مسلم في الإسلام، و هو رأس عمرو بن الحمق الخزاعي أرسل إليه فقتل و أتى إليه برأسه [2].
و لمّا أتى معاوية موت الحسن بن علي عليه السّلام استفزه السرور فكبّر و كبّر لذلك من حوله و اتصل التكبير، فسمعه ابن عباس و هو في المسجد و كان قد وفد على معاوية،