فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قال: «أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة؟» [1] يداريه لما كان عليه، و لم يزل على ذلك إلى أن قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
و نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إليه يوما مقبلا و خلفه ابنه معاوية فقال: «اللهم العن التابع و المتبوع، اللهم عليك بالأقيعس» يعني معاوية [2].
و رآه يوما راكبا و معاوية يقوده و يزيد يسوقه فقال: «اللهم العن الراكب و القائد و السائق» [3].
و قيل: في أبي سفيان أنزلت: فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ[4][5].
و قيل: إنه رأى و قد كف بصره في المسجد و قد قامت الصلاة، فلم يجد بدّا من أن دخل فيها مع الناس، فلمّا ركع الإمام طال عليه الركوع فجعل يقول لقائده و هو إلى جانبه: أ لم يرفعوا رءوسهم؟
قال: لا.
قال: لا رفعوها.
استخفافا منه بالصلاة و تركا لاعتقادها، و دليلا على أنه إنما كان يرائي بها، و أن اعتقاده الشرك الذي كان عليه لم يفارقه و لا خرج عنه.
و دخل يوما على عثمان بن عفان و قد ذهب بصره فجلس فقال: هل علي من عين؟