إليك يقول لك: إن رسول اللّه كتب إليّ بذكرك، فما تقولين؟
قلت: بشّرك اللّه تعالى بخير. و دفعت إليها سوارين من فضة و خدمتين و خواتم فضة كن في أصابع رجلي سرورا بما بشرتني به.
فقالت: يقول لك الملك و وكّلي من يزوجك.
فأرسلت إلى خالد بن سعيد فوكلته.
و عقد عليها النجاشي لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ساق إليها عنه أربعمائة دينار و أطعم يومئذ من شهد النكاح، و أرسل إليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله شرحبيل بن حسنة فجاء بها و بنى عليها، و اتصل الخبر بأبي سفيان و قيل له: إن محمدا قد نكح ابنتك.
فما زاده ذلك إلّا تماديا على عداوة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أكثر ما قال في ذلك: هو الفحل لا يقرع أنفه [1].
[خوف أبي سفيان و إسلامه]
و كان أبو سفيان و قريش إذا و ادعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالحديبية جعلوا بينهم أن من شاء أن يدخل في عهده دخل و من يشاء أن يدخل في عهدهم دخل، و كان فيما بين بكر بن عبد مناة بن كنانة و خزاعة، حرب في دم كان بينهم ثم سكن الأمر، لما كان من أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فلمّا كانت الموادعة مالت قريش ميل بني بكر، و دخلت بنو بكر في عهدهم و حاربوا خزاعة، فدخلت خزاعة في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فظاهر قريش بني بكر و حاربوا معهم خزاعة، و بيتوهم ليلا فأصابوا منهم فكان في ذلك منهم نقض لما عقدوه مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذ كانت خزاعة قد دخلت في عهده، و بعثت خزاعة رجلا منها يقال له: عمرو بن سالم، فقدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله المدينة فوقف عليه
[1]- الطبقات الكبرى: 8/ 16، تاريخ الطبري: 2/ 295، أسباب النزول للواحدي: 284، تاريخ دمشق: 23/ 446.