و اشوس كالليث لم تنهه * * * لدى الحرب زجرة لذي الزجرة
فكم من صريع له قد ثوى * * * طويل التأوه و الزفرة [1]
و كان قد أسلم و تخلف عن الهجرة، فلمّا كان يوم بدر أخرج مشركوا قريش بني هاشم مكرهين، و كذلك قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يومئذ للمسلمين: «من استطعتم أن تأسروه من بني هاشم فلا تقتلوه فإنما أخرجوا كرها» [2].
و كان فيمن أخرج منهم طالب فقال في ذلك:
يا ربّ إمّا خرجوا بطالب * * * في مقنب من هذه المقانب
فاجعلهم المغلوب غير الغالب * * * و ارددهم المسلوب غير السالب [3]
فلمّا صاروا ببعض الطريق قيل ذلك عنه فقالوا: و اللّه ما كان ينبغي لنا أن نخرج برجل من بني هاشم، لأنّا نعلم أنهم لا يريدون إلّا أن يظفر محمد، و حسبكم بقول طالب هذا. فاجتمعوا إليه فردوه من الطريق فانصرف إلى مكة.
و كان عقيل بن أبي طالب من أحب ولد أبي طالب إليه، و لمّا أتاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و العباس لأخذ بعض ولده قال: إذا تركتم لي عقيلا فخذوا من شئتم.
فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليا و أخذ العباس جعفرا، و كان عقيل أضعف من بني أبي طالب، و هو على ذلك أجزل و أعف و أفضل من أخائرهم بني أمية عندهم، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول له: «يا عقيل إني لأحبك حبّين حبّا لك و حبّا لحب أبي طالب لك» [4].