نام العيون و دمع عينك يهمل * * * سحا كما و كف الضباب المخضل
و كأنما بين الجوانح و الحشى * * * ممّا تأوبني شهاب مدخل
وجدا على النفر الذين تتابعوا * * * يوما بمؤتة عوذروا لم ينقلوا
صلى الإله عليهم من فتية * * * و سقى عظامهم الغمام المسبل
صبّروا بمؤتة للإله نفوسهم * * * حذر الردى و حفيظة أن ينكلوا
إذ يهتدون بجعفر و لوائه * * * قدام أولهم و نعم الأول
حتى تفرقت الصفوف و جعفر * * * بين الصفوف لدى الحتوف مجدل
فتغير القمر المنير لفقده * * * و الشمس قد كسفت فكادت تأفل
قوم بهم عصم الإله عباده * * * و عليهم نزل الكتاب المنزل
بيض الوجوه ترى بطون أكفهم * * * تندى إذا اعتذر الزمان الممجل
و بهديهم رضى الإله لخلقه * * * و بجدهم نصر النبي المرسل [1]
[طالب بن أبي طالب]
و كان طالب أسن ولد أبي طالب و ليس له عقب، و هو الذي يقول في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:
و قد حل مجد بني هاشم * * * مكان النعائم و الزهرة
و محض بني هاشم أحمد * * * رسول المليك على فترة
عظيم المكارم نور البلاد * * * جري الفؤاد صدي الزبرة
كريم المشاهد سمح البنان * * * إذا ظنّ ذو الجود بالقدرة
عفيف تقي نقي الرداء * * * طهير السراويل و الأزرة
جواد ربيع على المعتفين * * * من حي ربع و من زهرة
[1]- السيرة النبوية لابن هشام: 3/ 838- 839، مقاتل الطالبيين: 9، تاريخ دمشق: 2/ 20- 21.