responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 14

سَمِيعٌ عَلِيمٌ‌ [1].

و لم يشمل بالصفوة ذراري النبيين على الكلية، و لا جعل الذرية كلها معا بالسوية، بل انتجب منها الواحد بعد الواحد بالرسالة و الإمامة، فأوجب لمن سلّم لأمره و أطاعه الفضيلة و الكرامة، و أبعد من عند عنه و نفاه كما قد نفى عن نوح من ولده من عصاه، و شرّف اللّه بقرب الفاضل منها من قرب منها، ممن أطاعه و لم يكن عند عنه و نفعه بقربه إليه و جعل له بذلك فضلا لديه، فقال و هو أصدق القائلين في كتابه المنزل المبين: وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ‌ [2].

قال أهل التفسير في ذلك: هذا في المؤمن تكون له الدرجة يبلغها بعمله في الجنة، و تكون درجته لا تبلغ بأعمالها درجته تلك، فيرفعها اللّه عزّ و جلّ إليها ليقرّ بها عينه، فيكون اللّه عزّ و جلّ قد زادها في الفضل لمكانه و لم يلبث هو [مكانه‌] إذ ساوى بينها و بينه، لكنه زاده بذلك فضلا و شرفا [3].

قال بعضهم: و إذا كان ذلك للمؤمن فهو أحرى و أوجب أن يكون لرسول اللّه صلى اللّه عليه و على آله الطيبين، فيكون للمؤمنين منهم المتبعون لأمره المسلمون للفاضل منهم في كل عصر من بعده، درجة في الجنة في درجته.

و ذرية النبي صلّى اللّه عليه و آله هم ولد علي و فاطمة صلوات اللّه عليهما ما تناسلوا لا ذرية غيرهم، و قد دفع بعض جهال الناس ذلك و قالوا: ليس لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ذرية، كقول الناصبين له بالعداوة من أهل الجاهلية الذين قالوا: إنه أبتر، أي لا ذرية له، فأنزل اللّه‌


[1]- سورة آل ابراهيم: 32- 33.

[2]- سورة الطور: 21.

[3]- انظر: شواهد التنزيل: 2/ 273 ح 907- 909، تفسير الطبري: 27/ 33- 35، تفسير القرطبي: 17/ 66، زاد الميسر: 7/ 218- 219، تفسير ابن كثير: 4/ 259.

نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست