responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 0  صفحه : 18

(1) و من الطريف أن يلاحظ أن ابن إسحاق يتهم هو الآخر بميوله الشيعية و القدرية [1]. و يبدو لنا أن السبب فى اتهام الواقدي و ابن إسحاق بالتشيع لا يرجع إلى عقيدتهما الشخصية، و إنما يرجع إلى ما ورد فى كتابيهما من الأقوال و الآراء الشيعية التي يعرضانها، و ليس ذلك عن عقيدة صحيحة فيها، مما تقتضيه طبيعة التأليف فى مثل هذه الموضوعات.

و لعل السبب فى وصف الواقدي خاصة بأنه يتشيع يرجع إلى ما أورده فى بعض مواضع من كتابه حين يأتى إلى جماعة من الصحابة، و منهم بعض الخلفاء الراشدين، فيذكر مثلا عمر و عثمان فى عبارات لا تضعهما فى مكانتهما المرموقة. فمثلا فى المخطوطة التي اتخذناها أصلا لهذه النشرة نرى قائمة بمن فر عن النبي يوم أحد، تبدأ بهذه الكلمات «و كان ممن ولى فلان، و الحارث بن حاطب و ثعلبة بن حاطب، و سواد بن غزية، و سعد بن عثمان، و عقبة بن عثمان، و خارجة بن عامر، بلغ ملل، و أوس بن قيظى فى نفر من بنى حارثة» [2]، بينما نرى النص عند ابن أبى الحديد عمر و عثمان، بدلا من فلان، و يروى البلاذري عن الواقدي عثمان، و لا يذكر عمر [3].

و يظهر بوضوح أن النص فى المخطوطة الأم كان يذكر عثمان و عمر، أو عمر وحده، أو عثمان وحده، ممن ولوا الأدبار يوم أحد. و لكن الناسخ لم يقبل هذا فى حق عمر أو عثمان، فأبدل اسميهما أو اسم أحدهما بقوله: فلان. و لا شك أن نص الواقدي الأصلى وقع فى أيدى طائفة من الشيعة و قرأوا فيه هذه الأخبار التي أوردها فى حق عمر و عثمان مثلا، فاعتقدوا أنه شيعى قطعا.

و فى ضوء ما تقدم من الحجج تظل عبارات ابن النديم عن تشيع الواقدي قاصرة عن أن تنهض دليلا على تشيعه، و ستظل تفتقر إلى دعائم أخرى تؤيدها، و خاصة من نصوص الواقدي نفسه.


[1] معجم الأدباء، ج 18، ص 7.

[2] المغازي، ص 277 من هذه الطبعة.

[3] أنساب الأشراف، ج 1، ص 326.

نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 0  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست