نفسها . ليس هذا مجرّد عملية جمع ثلاثة زائد واحد ، بل هذا الواحد الذي يضاف إلى الثلاثة سوف يعطي للثلاثة روحاً أُخرى ومفهوماً آخر ، سوف يُحدث تغييراً أساسياً في بُنية هذه العلاقات ذات الأطراف الأربعة كما رأينا ؛ إذ يعود الإنسان مع أخيه الإنسان مجرّد شركاء في محل هذه الأمانة والاستخلاف ، وتعود الطبيعة بكل ما فيها من ثروات وبكل ما عليها ومَن عليها مجّرد أمانة لا بدّ من رعاية واجبها وأداء حقّها . هذا الطرف الرابع هو في الحقيقة مغيّر نوعي لتركيب العلاقة .
القرآن الكريم إذن آمن بالصيغة الرباعية للعلاقة الاجتماعية ، لكنّ القرآن الكريم ذهب إلى أكثر من هذا ، فقد اعتبر هذه الصيغة الرباعية سُنة من سُنن التاريخ ، كما اعتبر في الآية السابقة ( فأقِمْ وجْهَك للدين . . . ) سنّة من سنن التاريخ .
وكيف اعتبر القرآن هذه العلاقة بصيغتها الرباعية سنّة من التاريخ ؟ الصيغة الرباعيّة عرضها القرآن الكريم على نحوين :
تارة عرضها بوصفها فاعلية ربّانية من زاوية الله سبحانه وتعالى في العطاء ، هذا العرض قرأناه في الآية : ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) . هذه العلاقة الرباعية معروضة في هذا النص الشريف باعتبارها عطاءاً وجعْلاً من الله ، يمثّل الدور الايجابي التكريمي من ربّ العالمين .
وتارة عَرَضها من زاوية تقبّل الإنسان لهذه الخلافة ؛ وذلك في قوله سبحانه وتعالى :