responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجتمع والتاريخ نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 270

العنصرية ـ مثلاً ـ تشخّص أتباعها من خلال لونهم أو دمهم . وحين يقول أحد أتباع هذه النظرية ( نحن ) فإنّما يقصد ذوي البشَرة البيضاء مثلاً . والنظرية الماركسية تُضفي على أتباعها الصفة ( العمّالية ) ، وحين يقول أحد أتباعها ( نحن ) فإنّه يعني العمّال أو الكادحين . والمسيحية تشخّص هوية معتنقيها بأنّهم أتباع السيد المسيح ، باعتباره فرداً مشخّصاً دون الالتفات إلى خطّ السيد المسيح وإلى أهدافه .

وتتميّز الرسالة الإسلامية برفضها لكل الهويات العنصرية والطبقية والمهنية والمحلّية والإقليمية والفردية ، لم تُضف هذه الرسالة على أتباعها اسم : العرب أو الساميين ، أو الفقراء أو الأغنياء أو المستضعفين ، أو البيض أو السود ، أو الآسيويين ، أو الشرقيين أو الغربيين ، أو المحمديين أو القرآنيين أو أهل القبلة وأمثالها ، كل هذه العناوين لا تشخّص هوية كلمة ( نحن ) بين أتباع هذه الرسالة .

هوية هذه الرسالة وهوية أتباعها تنفي كل تلك الهويات والعناوين المذكورة ، وتبقى هوية واحدة تمثّلها ( العلاقة ) بين الإنسان والله ، أي الإسلام والتسليم لله تعالى وحده .

الأُمّة الإسلامية هي الأُمّة التي أسلَمت وجههَا لله ، واستسلمَت للحقيقة ، واستسلمت للوحي الذي أشرق مِن أُفق الحقيقة على قلب أشرف أبناء البشر من أجل هداية الإنسانية .

الإسلام ، أو التسليم للحقيقة ، هو الذي يوحّد بين أبناء هذا الدين ، وهو الطابع الذي يميّز أتباعه ويجمع الأفراد تحت لوائه .

الهوية التي تشخّص بها المدرسةُ أتباعها ، معيارٌ جيّد لفهم أهداف تلك المدرسة ونظرتها إلى الإنسان والمجتمع و التاريخ .

نام کتاب : المجتمع والتاريخ نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست