الأخلاقية في المواقف السلمية ، ويُضفي على القوة والاقتدار أحياناً صفة أخلاقية ؛ ولهذا فالنهوض بوجه الظلم والطغيان في نظر الإسلام مقدّس وواجب شرعي . والجهاد باعتباره حركة مسلّحة واجب في ظروف خاصة .
نظرية نيتشه بلا ريب نظرية تافهة معادية للإنسانية وللتكامل الإنساني .
النظرية الماركسية تقوم على أساس مفهومها عن تكامل التاريخ .
الإسلام يسمح لأتباعه أيضاً ممارسة القوّة بوجه المجموعات المعادية للتكامل ، لكنّه ـ خلافاً للماركسية ـ يضع ممارسة القوة في المرحلة الثانية من المواجهة لا في المرحلة الأُولى . أمّا المواجهة في المرحلة الأُولى فتقوم على أساس الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة . ممارسةُ القوة بوجه الجبهة المعادية للتكامل لا تكتسب صفة أخلاقية ، إلاّ إذا انسدّت أبواب الإقناع الفكري ( الحكمة ) والإقناع الروحي ( الموعظة ) .
من هنا اتجه جميع الأنبياء في دعوتهم أولاً إلى الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن . وحينما تستوفي هذه الطريقة أغراضها ، وتعجز عن مواصلة طريق الهداية ؛ تصبح ممارسة القوة والأعمال الجهادية ـ في نظر الأنبياء ـ أخلاقية . هذا الموقف ينطلق من الاتجاه الروحي للنظرة الإسلامية . هذه النظرة تؤمن أنّ للبرهان والاستدلال والموعظة قوة هائلة ، أي كما أنّها تؤمن بقوة نقد السلاح ـ على حد تعبير ماركس ـ تؤمن أيضاً بقوة سلاح النقد ، وتستثمر هذه القوة ، في مجالها الخاص .
نظرة الإسلام الروحية إلى الإنسان ، وبالتالي إلى المجتمع والتاريخ ، نستطيع أن نفهمها من هذه المرحلية في الدعوة ، مِنَ التركيز على الهداية