والأُمّيون هم المنسوبون إلى الأُمّة ، والأُمّة هي الجماهير المحرومة .
وحول شهداء طريق الله يقول القرآن : ( وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ )[1] .
انبثاق قادة النهضات والثورات من بين الجماهير المحرومة ، يعني ضرورة انطباق الموقف العقائدي والاجتماعي مع المكانة الاقتصادية والطبقية ، وهذه الضرورة لا يمكن تفسيرها إلاّ على أساس مادية التاريخ ، وعلى أساس اعتبار الاقتصاد بناءً تحتياً للمجتمع .
الشبهة الرابعة :
القرآن يؤكّد أنّ نهضة الأنبياء تتجه نحو البناء التحتي للمجتمع ، لا نحو البناء الفوقي .
ويمكن الاستنباط من الآيات القرآنية أنّ هدف بعثة الأنبياء ورسالتهم هو إقامة العدل والقسط والمساواة الاجتماعية ، وإزالة الفواصل الطبقية .
الأنبياء تحرّكوا دوماً من البناء التحتي الذي هو هدف بعثتهم ليصلوا إلى البناء العلوي ، لا من البناء العلوي نحو البناء التحتي .
البناء الفوقي المتمثّل في العقيدة والإيمان والإصلاح والأخلاق والسلوك هو الهدف الثاني للأنبياء ، وينشدونه بعد إصلاح البناء التحتي .
روي عن الرسول الأكرم أنّه قال : ( مَن لا معاش له لا معاد له ) وهذه العبارة تعني : تقدم المعاش على المعاد ، وتقدم الحياة المادية على الحياة