زائفاً . من هنا نرى من الضروري دراسة المسائل التي تُثير شبهة تبنّي الإسلام للاقتصاد باعتباره البناء التحتي للمجتمع ، وتبنّي التفسير المادي للتاريخ .
الفئة المذكورة من الكتّاب اكتفت في استدلالها بذكر بضع آيات وأحاديث ، لكننّا سنطرح في هذا الفصل ما يمكن أن يثير هذه الشبهة على نطاق أوسع ؛ كي يكون بحثنا شاملاً كاملاً في هذا الحقل :
الشبهة الأُولى :
القرآن الكريم طرح مفاهيم اجتماعية عديدة ، ذكرنا في بحث ـ المجتمع ـ ما يقارب من خمسين كلمة من الألفاظ الاجتماعية في القرآن الكريم .
وعند دراسة الآيات القرآنية التي استعملت تلك الكلمات يبرز أمامنا نوع من الثنائية في النظرة القرآنية للمجتمعات .
فالقرآن يطرح هذه الثنائية تارة على أساس مادي . . أي على أساس التمتّع بالنعم المادية والحرمان منها . فأحد القطبين يطلق عليه أسماء خاصة مثل : الملأ والمستكبرين والمسرفين والمترفين ، ويطلق على القطب الثاني أسماء أُخرى مثل : المستضعَفين والناس والأراذل والأرذلين [1] ، ويعتقد بتعارض هذين القطبين .
ومن جهة أُخرى ، يعرض القرآن نوعاً آخر من الثنائية في المجتمع على أساس المفاهيم المعنوية ، أحد القطبين يمثّله الكافرون
[1] هذا التعبير القرآني يطلقه القرآن على لسان المعارضين طبعاً .