نام کتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) نویسنده : البرزنجي، جعفر بن حسن جلد : 1 صفحه : 535
طائر برى لا يألف البيوت، أو كل ذى طوق، أو كل ما عبّ: أى شرب الماء بلا مص، و يقع واحدته على الذكر و الأنثى، و دخول الهاء لإفادة الوحدة لا للتأنيث. قال ابن الحماد: و يقع على الذي يألف البيوت، و اليمام. و فى الحديث: «اتخذوا هذه الحمام المقاصيص فى بيوتكم فإنها تلهى الجن عن صبيانكم» [1] أى عن تعلقهم بهم، و أذاهم لهم. قيل: و للأحمر فى ذلك خصوصية، و لعل وجهه أن الجن تحب الألوان الحمر كما ورد فى خبر. قال فى «القاموس»: و مجاورتها أمان من الخدر، و الفالج، و السكتة، و الجمود، و السبات. و لحمه حمية على نهشة العقرب، مجرّب للبرء. و دمها يقطع الرعاف. قيل: و من فوائد اتخاذ الحمام أنه يطرد الوحشة.
(و العناكب) جمع عنكبوت الدابة المعروفة، و قد نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن قتل العنكبوت و قال: «إنها جند من جنود اللّه» [2].
و عن أبى بكر الصديق قال: لا أزال أحب العنكبوت منذ رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحبها.
و فى «الجامع الصغير»: «جزى اللّه العنكبوت عنا خيرا فإنها نسجت على الغار» [3].
و فيه أن فى الحديث: «العنكبوت شيطان فاقتلوه»، و فى لفظ: «شيطان مسخه اللّه فاقتلوه»، فإن صح و ثبت تأخره فهو ناسخ له، و إن كان متقدما على ما هنا و قد صح فهو منسوخ به.
و قد يقال كما قال المناوى: إن ذلك فى معيّنة نسجت على باب الغار، و أما هذا ففى الجنس بأسره .. انتهى.
أو هى أنواع مختلفة منها ما فيه السم و يؤذى بلدغه؛ كالعقرب، فيحمل
[1] عزاه السيوطى فى الجامع الكبير (116/ 326) للشيرازى فى الألقاب و الخطيب و الديلمى، و رمز فى الجامع الصغير (102) لضعفه. و أورده ابن الجوزى فى الموضوعات.