نام کتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) نویسنده : البرزنجي، جعفر بن حسن جلد : 1 صفحه : 526
[سبب هجرة النبيّ صلى اللّه عليه و سلم بنفسه الكريمة]
(و) لما هاجرت الصحابة حذرت و (خافت قريش أن يلحق) النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم بأصحابه) الذين هاجروا (على الفوريّة) و العجلة فيخرج عليهم و يأتيهم بما لا طاقة لهم به لعرفهم أنه أجمع لحربهم، فاجتمعوا بدار النّدوة- و كانت محلا لمشورتهم لا يقضون أمرا دونها، كما تقدم الكلام عليها مبسوطا- يوم السبت. و لذا ورد: «يوم السبت يوم مكر و خديعة» [1] يتشاورون فيما يصنعون فى أمره عليه الصلاة و السلام، و كانوا مائة رجل.
و كان ذلك اليوم يسمى يوم الزّحمة؛ لأنه اجتمع فيه أشراف بنى عبد شمس، و بنى نوفل، و بنى عبد الدار، و بنى أسد، و بنى مخزوم، و بنى سهم، و بنى جمح، و غيرهم من قريش من أهل الرأى و الحجا، و جاءهم إبليس فى هيئة شيخ جليل [2] عليه بتّ- قيل: كساء غليظ، أو طيلسان من خزّ- و وقف على الباب فقالوا: من الشيخ؟ قال: من نجد سمع بالذى اتّعدتم له فحضر ليسمع ما تقولون، و عسى أن لا يعدمكم رأيا و نصحا. قالوا: ادخل، فدخل و أمرهم أن يعرضوا عليه آراءهم ليختار أنفعها لهم.
فقال بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد كان من أمره ما رأيتم و إنا و اللّه ما نأمنه من الوثوب علينا بمن تبعه من غيرنا، فأجمعوا فيه رأيا.
فقال أبو البخترى بن هشام- المقتول كافرا ببدر-: احبسوه بالحديد، و أغلقوا عليه بابا ثم تربّصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء قبله.
فقال النجدى: ما هذا برأى، و اللّه لو حبستموه ليخرجنّ أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه، فلا تشكوا أن يثبوا عليكم فينزعوه من