[البعثة]

و هنا تم الكلام على الولادة الشريفة و بعض ما يتعلق بها من نحو حمله، و رضاعه، و نشأته، و بعض ما اتفق له فى صغره و كبره قبل مبعثه صلى اللّه عليه و سلم، و شرع يتكلم على البعثة و بعض ما وقع له بعدها من نحو: الإسراء، و الهجرة، و بعض ما اشتمل عليه من سيرته الزكية، و شمائله الشريفة، و أخلاقه المنيفة، و غير ذلك فقال:

[سن رسول الله صلى اللّه عليه و سلم حين بعث نبيا]

(و لمّا كمل) مثلث الميم و الفتح أفصح فالضم بمعنى تم؛ أى لما تم‌ (له صلى اللّه عليه و سلم أربعون سنة) كما فى الصحيحين عن ابن عباس و أنس رضى اللّه عنهم. قال ابن إسحاق: و هذا هو المشهور بين الجمهور من أهل السير و العلم بالأثر. قال السهيلى: هو الصحيح عندهم. لكن قال شيخنا فى حواشيه على «جوهرة التوحيد»: و هذا لا يتم إلا إذا كانت البعثة فى شهر الولادة، مع أن المشهور أنه ولد فى ربيع الأول و بعث فى رمضان، فله حين البعث أربعون سنة و نصف إن كان البعث فى رمضان الواقع بعد السنة المتممة للأربعين، أو تسعة و ثلاثون و نصف إن كان البعث فى رمضان الواقع فى أثناء السنة المتممة للأربعين، فمن قال أربعون سنة ألغى الكسر على الأوّل و جبره على الثانى .. انتهى.

و قيل: أربعون سنة و يوم، و قيل: و عشرة أيام، و قيل: و عشرون، و قيل:

و أربعون، و قيل: و شهران، و قيل: و سنتان و هو شاذ، و أكثر منه شذوذا ما قيل: و ثلاث سنين، و ما قيل: و خمس سنين. و حيث كانت الأقوال المذكورة أرجحها ما صدّر به المؤلف أشار إلى ذلك بقوله: (على أوفق الأقوال) بل و أصحها المروية (لذوى العالميّة) بكسر اللام: أى أصحاب العلم فيه ما تقدم‌