نام کتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) نویسنده : البرزنجي، جعفر بن حسن جلد : 1 صفحه : 253
إكرامها و مجازاتها (هى بها) أى بتلك الصلة (حريّة) جديرة و حقيقة؛ بسبب رضاعها و تربيتها له، و لم يزل صلى اللّه عليه و سلم محافظا على إيصال ذلك إليها (إلى أن أورد هيكلها) جثتها مفعول أول لأورد و قوله: (رائد المنون) فاعله و المعنى:
إلى أن أورد الموت جثتها (الضّريح) القبر مفعول ثان لأورد و قوله: (و واراه) غطّاه و ستره، و كان موتها سنة سبع عقب خيبر.
و قد اختلف العلماء فى إسلامها ف (قيل:) إنها ماتت (على دين قومها الفئة) الفرقة (الجاهليّة، و قيل:) قد (أسلمت) قال أبو نعيم: لا أعلم أحدا ذكره إلا ابن منده [1]. و قال ابن الجوزى: لا نعلم أنها أسلمت [2]. و البرهان فى «النور» لم يذكرها أبو عمر فى الصحابة. و قال الذهبى: يقال أنها أسلمت، و هذا يقتضى أن الراجح عنده أنها لم تسلم. قال النور الحلبي: قال الحافظ ابن حجر: و فى «طبقات ابن سعد» ما يدل على أنها لم تسلم لكن قد (أثبت الخلاف) فى إسلامها و عدمه الإمام الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى (ابن منده) بفتح الميم و سكون النون و فتح الدال المهملة آخرها هاء ساكنة، الأصبهاني الحافظ الجوّال ختام الراحلين و فرد المكثرين مع الحفظ و المعرفة و الصدق و كثرة التصانيف، سمع ألفا و سبعمائة، و عاد من رحلته و كتبه أربعون حملا. قال المستغفرى: ما رأيت أحفظ منه، مات سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة.
(و حكاه) فيه إشارة إلى رد من أنكر إسلامها: كالدمياطى، و ابن حبان النحوى؛ فقد ذكر الحافظ أبو بكر بن العربى فى «سراج المريدين»: أنه لم ترضعه مرضعة إلا و أسلمت، و نقله الجلال السيوطى عن بعضهم.
(ثمّ) بعد إرضاع ثويبة (أرضعته) صلى اللّه عليه و سلم (الفتاة) الشابة (حليمة) بنت أبى ذؤيب- بمعجمة و موحدة- مصغر ذئب و اسمه عبد اللّه بن الحارث و هو عبد
[1] هو محمد بن إسحاق بن محمد الأصفهانى، أبو عبد اللّه، محدث حافظ مؤرخ، كانت وفاته فى أصبهان سنة (395 ه). معجم المؤلفين (9/ 42).