نام کتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) نویسنده : البرزنجي، جعفر بن حسن جلد : 1 صفحه : 249
كانت إذا مرت بموضعه ذلك غطت وجهها .. انتهى.
(حين وافته) أى جاءت سيدها أبا لهب (عند ميلاده) وقت ولادته (عليه الصّلاة و السّلام ببشراه) أى بالبشارة به صلى اللّه عليه و سلم حيث أخبرته قبل غيرها بما يسره و هو حصول ولد لأخيه عبد اللّه؛ و ذلك أنها قالت: أشعرت أن آمنة قد ولدت غلاما لأخيك عبد اللّه. فقال لها: اذهبى فأنت حرة، كما فى «الروض»، هذا هو الصحيح.
و قيل: إنما أعتقها بعد الهجرة. قال الشامى: و هو ضعيف.
و الجمع بأنه أعتقها حينئذ و لم يظهره إلا بعد الهجرة مما لا ينبغى؛ فإنه لما هاجر كان عدوه فلا يتأتى منه إظهار أنه كان فرح بولادته، و أيضا فالقائل بالثاني لا يقول أنه أعتقها للبشارة بالولادة. و قد روى أنه أعتقها قبل ولادته بدهر طويل.
تنبيه
ما مر قريبا من أنه كان كافرا عاتيا شديد الأذى لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى مات، و ما قد نزل فى حقه من القرآن بذمه الذي لا ذم فوقه، لا يبعد ما تقدم فى مقدمة الكتاب من تخفيف العذاب عنه كل ليلة اثنين، و أنه يمص الماء من بين أصابعه بإعتاقه لثويبة حين بشرته بولادة النبيّ صلى اللّه عليه و سلم، و بإرضاعها له أى بأمره فلا يرد أنه ليس فعله حتى يجازى عليه، و لا يعارضه قوله تعالى: فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً[1] لأنه لم ينجّهم من النار، و لم يدخلهم الجنة؛ كأنه لم يفدهم أصلا، أو لأنه هباء بعد الحشر و هذا قبله.
و قال السهيلى: هذا النفع إنما هو نقصان من العذاب و إلا فعل الكافر محبط بلا خلاف أى لا يجده فى ميزانه و لا يدخله الجنة .. انتهى.
و جوّز الحافظ تخفيف عذاب غير الكفر بما عملوه من الخير بناء على أنهم مخاطبون بالفروع.