responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) نویسنده : البرزنجي، جعفر بن حسن    جلد : 1  صفحه : 123

و استغرب بعضهم الأول فى كلا تفسيرى الصورة و المعنى و قال: و الأقرب أن يكون المراد بصورته صورة النور التي صوّر اللّه نوره عليها و بمعناه أصله من غير تصوير، و استدل على ذلك بقول الزرقانى: إن اللّه صوّر نور نبينا بصورة روحانية مماثلة لصورته التي يصير عليها بعد .. انتهى. و قوله: «مماثلة لصورته» يفيد أن صورته صلى اللّه عليه و سلم كانت موجودة فى علم اللّه قبل تصوير نوره عليها، بل قبل خلق نوره، و كان النور تابعا لتلك الصورة كما كان تابعا للمادة التي خلق صلى اللّه عليه و سلم منها، و هو المناسب لقول المؤلف: نقله ... إلخ فلا مانع من إرادة كل من المعنيين فى كل من الصورة و المعنى، ثم لم يزل نوره صلى اللّه عليه و سلم تابعا للمادة المنتقلة من صلب طيب إلى رحم طاهر إلى أن‌ (نقله) اللّه تعالى بإرادته من ظهر عبد اللّه بن عبد المطّلب‌ (إلى مقرّه) أى موضع استقراره‌ (من صدفة) أى بطن، عدل عنه إليها للإشارة إلى تشبيهه صلى اللّه عليه و سلم باللؤلؤة الكامنة فى صدفتها على طريقة الاستعارة التصريحية (آمنة الزّهريّة) أى المنسوبة إلى زهرة جد أبيها كما تقدم.

(و) قد (خصّها) من بين نساء عالمها اللّه الملك‌ (القريب) من عباده قربا معنويّا (المجيب) دعاء من دعاه منهم بأن ينيله مطلوبه و يوصله مرغوبه معجلا أو مؤجلا لوعده الصادق بذلك كما قال تعالى: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ‌ [1] و الإجابة لا بد منها و لكن ليس بلازم أن تكون بعين المطلوب بل الأمر بالإجابة موكول للّه عز و جل فيمكن أن يجيبه بما هو خير مما طلبه إلا أن يوافق الدعاء ساعة إجابة فلا بد من الإجابة بعين المطلوب‌ (بأن تكون) أى آمنة و الباء داخلة على المقصور (أمّا لمصطفاه) صلى اللّه عليه و سلم أى مختاره بين سائر خلقه و أصله مصتفاة، قلبت تاء الافتعال طاء كما هو القاعدة إذا وقعت بعد حرف من حروف الإطباق قال ابن مالك:

* طا تا افتعال رد إثر مطبق*


[1] سورة البقرة: 186.

نام کتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) نویسنده : البرزنجي، جعفر بن حسن    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست