نام کتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) نویسنده : البرزنجي، جعفر بن حسن جلد : 1 صفحه : 122
الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي[1] دال على عدم الخوض فيها؟ أجيب بأنه إنما أمر عليه الصلاة و السلام بترك الجواب تصديقا لما فى كتب اليهود من أن الإمساك عن ذلك من علامات نبوته و أدلة رسالته .. انتهى. قال بعضهم: و يكفى النص فى الخوض ما تقدم عن أهل مذهب مالك، لكن إذا خضت فلا تخض بأكثر مما مر.
و اختلفوا فى بيان مقرها من الجسد، فقيل: هى فى باطن الإنسان لا يعرف مقرها إلا من أطلعه اللّه على ذلك، و قيل: مقرها البطن، و قيل: القلب، و قيل: بقرب القلب. و الصواب ما تقدم من أنها جسم لطيف مشتبك بالبدن كاشتباك الماء بالعود الأخضر، و به جزم إمام الحرمين، و هذا فى حالة الحياة.
و أما بعد الموت فأرواح السعداء بأفنية القبور على الصحيح، و قيل: عند آدم (عليه السلام)- فى سماء الدنيا، لكن لا دائما، فلا ينافى أنها تسرح حيث شاءت. و أما أرواح الكفار ففى سجين فى الأرض السابعة السفلى محبوسة، و قيل: أرواح السعداء فى الجابية بالشام، و قيل: ببئر زمزم، و أرواح الكفار ببئر برهوت فى حضر موت التي هى مدينة فى اليمن [2].
(بصورته) أى صورته التي صوّره اللّه عليها، أو شكل بدنه، أو تناسب أعضائه و مقاديرها، و لون بشرته (و معناه) أى أصله من غير تصوير أو حاله صلى اللّه عليه و سلم و هو ما استمر عليه من الآداب الكريمة و الأخلاق الشريفة التي لو أفنى غيره عمره الطويل فى تحصيل بعضها لم يحصل.
و قد حصلت له صلى اللّه عليه و سلم كلها على الكمال كما ثبت بالأحاديث الصحيحة التي يفيد مجموعها تواتر القدر المشترك بينها، و هو ثبوت ذلك الخلق الكريم له صلى اللّه عليه و سلم مع ما وصفه اللّه به فى كتابه حيث قال: وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ[3] و هذا الثانى هو المتبادر.