الصفي الحلي
ما ملت عن العهد و حاشاي أمين [1] # بل كنت على البعد قويا و امين
لا تحسبني اذا قسي الهجر ألين # بل لو كشف الغطاء ما ازددت يقين
الفاضل الأديب جمال البلغاء علي بن الحسين المغربي و المصرع الأول هذيان جرى على لسانه و هو محموم.
درن درن درن دبي # انا علي بن الحسين المغربي
سناجقي تهيئي عساكري تأهبي # ها قد ركبت للمسير في البلاد فاركبي
أنا الذي أسد الشّرى # في الحرب لا تجفل بي [2]
اذا تمطيت و فرقعت عليهم ذنبي # أنا امرؤ انكر ما يعرف أهل الأدب
و لي كلام نحوه ليس كنحو العرب # يصانع الفرّاء في النحو بجلد الثعلب
و نقصد التثليث في نتف سال قطرب # فإن سألت مذهبي فذاك خير مذهب
آكل ما أحبه و رغبتي في الطيب # و ألبس القطن و لا أكره لبس القصب [3]
و ليس عشقي مثل عشق الجاهل الغر الغبي # احب من يحبني لا من غدا معذبي
و كل قصدي خلوة أكون فيها مع صبي # فنجتلي بنت الكروم أو بني العنب
و نبتذي نأخذ في الشكوى و في التعتب # حتى اذا ما جادلي برشف ذاك الشنب
حكمته في الرأس إذ حكمني في الذنب # و نلت ما أرومه منه ببذل الذهب
هذا هو المذهب إن # سألتني عن مذهبي
ما أنا ذا ترفّض كلا و لا تنصّب # و لا هوى نفسي في الجدال و التعصب
و لا جلست جاثيا في الجمع فوق الركب # بين امرئ مصدق و آخر مكذب
كلا و لا فاخرت بالنفس و لا بالنسب # ما قلت قطّ ها أنا و لم أقل كان أبي
و لم ازاحم أحدا على علو منصب # و لا دخلت قطّ في عمري بيت الكتب
كلا و لا كررت درسي في ظلام غيهب # و لا عرفت النحو غير الجر بالمنتصب
كلا و لا اجتهدت في حفظ لغات العرب # و لا عرفت من عروض الشعر غير السبب
و لا بحثت منه في المجتث و المقتضب # كلا و لا اشتغلت بالنجوم و التطبب
و ليس في المنطق و الحكمة أضحى إربي # و أين مني البحث في البسيط و المركب
و السحر ما عرفته معرفة المجرب # و لا ربطت ضفدع الماء بصوف الأرنب
[1] من المين و هو الكذب.
[2] اجفل القوم هربوا مسرعين.
[3] القصب أي ثياب ناعمة.