غيره
و الذي بالبين و البعد ابتلاني # ما جرى ذكر الحمى إلا شجاني
حبذا أهل الحمى من جيرة # شفني الشوق إليهم و براني
كلما رمت سلوّا عنهم # جذب الشوق إليهم بعناني
أحسد الطير اذا طارت إلى # أرضهم او أقلعت للطيران
أتمنّى إن تكن صحبتها # نحوهم لو أنني اعطي الأماني
ذهب العمر و لم أحظ بهم [1] # و تقضي في تمنيهم زماني
لا تزيدوني غراما بعدكم # حلّ بي من بعدكم ما قد كفاني
يا خليلي اذكرا العهد الذي كنتما # بل النوى [2] عاهدتماني
و اذكراني مثل ذكري لكما # فمن الانصاف أن لا تنسياني
و اسألا من أنا أهواه على # أي جرم صدّ عنّي و جفاني
لبعضهم
لم أقل للشباب في دعة اللّه # و لا حفظه غداة استقلا
زائر زارنا أقام قليلا # سوّد الصحف بالذنوب و ولى
قبّلتها و ظلام الليل منسدل # و لمّتي [3] كبياض القطن في الظلم
فدمدمت ثم قالت و هي باكية # من قبل موتي يكون القطن حشو فمي
ابن الوليد
يا عنق الابريق من فضة # و يا قوام الغصن الرطب
هبك تجاسرت و أقصيتني # تقدر أن تخرج من قلبي
[1] الحظوة: الوصول إلى المطلوب.
[2] النوى: البعد.
[3] اللمة بكسر اللام و تشديد الميم: الشعر المجاوز شحمة الاذن.