تقاعدت عن هوى الاخرى عزائمهم # و في اتباع الهوى حوشوا [1] عن الفشل
و له أيضا
ابهضني [2] حمل النصب [3] # و نالني فرط التعب
إذ مرّ حالات النوى [4] # عليّ دهري قد كتب
لا تعجبوا من سقمي [5] # إنّ حياتي لعجب
عاندني الدهر فما # يود لي الا العطب [6]
و ما بقاء المرء في # بحر هموم و كرب
للّه أشكو زمنا # في طرقي الختر نصب
فلست أغدو طالبا # الا و يعييني الطلب
لو كنت أدري علة # توجب هذا أو سبب
كأنّه يحسبني # في سلك أصحاب الأدب
أخطأت يا دهر فلا # بلغت في الدنيا إرب
كم تألف الغدر و لا # تخاف سوء المنقلب
غادرتني [7] مطرحا # بين الرزايا و النوب [8]
من بعد ما ألبستني # ثوب عناء و وصب
في غربة صماء إن # دعوت فيها لم اجب
و حاكم الوجد على # جميل صبري قد غلب
و مولم الشوق لدى # قلبي المعنّى [9] قد وجب
ففي فؤادي حرقة # منها الحشى [10] قد التهب
[1] حوشوا: فعل ماض مبني للمجهول و هو بمعنى الاستثناء.
[2] و في النسخة المطبوعة بمصر بدل «أبهضني» أجهدني و هو بمعناه، الجهد: الوقوع في الشدة، جهد في الأمر: جد و تعب.
[3] النصب: البلاء و التعب.
[4] النوى: البعد.
[5] السقم بالتحريك: المرض.
[6] العطب بالتحريك: الموت و الهلاكة.
[7] غادره: تركه
[8] النوب: جمع النائبة و هي الفاجعة و المصيبة.
[9] المعنى: المعذب.
[10] الحشى: ما في جوف الانسان من الأمعاء.