responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكشكول نویسنده : الشيخ البهائي    جلد : 1  صفحه : 150

و الحازم الشهم من لم يلف آونة [1] # في عزه من مهنى عيشه الخضل‌ [2]

و الغر من لم يكن في طول مدته # من خوف صرف الليالي دائم الوجل‌

فالدهر ظلّ على أهليه منبسط # و ما سمعنا بظل غير منتقل‌

كم غر من قبلنا قوما فما شعروا # الا وداعي المنايا جاء في عجل‌

و كم رمى دولة الأحرار من سفه # بكل خطب مهول قادح جلل‌

و ظل في نصرة الأشرار مجتهدا # حتى غدوا دولة من أعظم الدول‌

و هذه شيمة [3] الدنيا و سنتها # من قبل تحنو على الأوغاد و السفل‌ [4]

و تلبس الحر من أثوابها حللا # من البلايا و أثوابا من العلل‌

يبيت منها و يضحى و هو في كمد # في مدة العمر لا يفضي إلى جذل‌

فاصبر على مرّ ما تلقى و كن حذرا # من غدرها فهي ذات الختر و الغيل‌ [5]

و اشدد بحبل التقى فيها يديك فما # يجدي به المرء الا صالح العمل‌

و احرص على النفس و اجهد في حراستها # و لا تدعها بها ترعى مع الهمل‌

و انهض بها من حضيض النقص منتصبا # صوارم الحزم للتسويف و الكسل‌

و اركب غمار المعالي كي تبلغها # و لا تكن قانعا منهن بالبلل‌

فذروة المجد عندي ليس يدركها # من لم يكن سالكا مستصحب السبل‌

و كن أبيا عن الاذلال ممتنعا # فالذل لا ترتضيه همة الرجل‌

و إن عراك العنا [6] و الضيم في بلد # فانهض إلى غيره في الأرض و انتقل‌

و اسعد بنيل المنى فالحال معلنة # بأنّ إدراك شأو العز في النقل‌

و حيث يعييك نقص الحظ فاطو له # كشحا فليس ازدياد الجد بالحيل‌

و دارنا هذه من قبل قد حكمت # على حظوظ أهالي الفضل بالخلل‌

و كن عن الناس مهما اسطعت معتزلا # فراحة النفس تهوى كل معتزل‌

و لو خبرت الورى ألفيت أكثرهم # قد استحبوا طريقا غير معتدل‌

إن عاهدوا لم يفوا بالعهد أو وعدوا # فمنجز الوعد منهم غير محتمل‌

يحول صبغ الليالي عن مفارقهم # ليستحيلوا و سوء الحال لم يحل‌


[1] الآن و الاوان: الوقت و الحين ج آونة.

[2] الخضل: الناعم.

[3] الشيمة: العادة و الخلق و الطبيعة.

[4] حنا عليه: مال اليه، الوغد بفتح الواو و سكون الغين: الدنى.

[5] الختر: الغدر الغيلة؛ الخديعة.

[6] العناء: التعب.

نام کتاب : الكشكول نویسنده : الشيخ البهائي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست