في أوائل القَرن الثالث الهِجري ، كان هناك رجل في العراق ، يُكنَّى بـ : (أبي حفص) ، ولبعض أعماله لقَّبه الناس بـ (اللُّوطي) ، فكانوا يُحقِّرونه بهذا اللقب في غيابه . وقد أدَّت شُهرته هذه بين الناس إلى تأثُّره الشديد ، وأوردت على شخصيَّته نقصاً غير قابل للتدارك ، فمرض جارٌ له ، فعاده أبو حفص والمريض في غاية الضعف ، فسأله أبو حفص عن صِحَّته ، وقال له : أتعرفني ؟
فأجاب المريض بصوت خافت جِدَّاً : ولِمَ لا أعرفك ؟ أنت أبو حفص اللُّوطي !
فدهش أبو حفص مِن هذا اللَّقب ؛ ومُصارحة المريض له به .
فقال له : لقد جاوزت حَدَّ المعرفة ، أرجو أنْ لا تقوم مِن مرضك هذا أبداً ...