عندما أُحضر الإمام زين العابدين مع سبابا أهل البيت (عليهم السلام) إلى مجلس يزيد جرى كلام بينه وبين يزيد ، كان منه أنَّ يزيد قال :
يا علي بن الحسين : (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ...) (الشورى : 30) .
فقال علي بن الحسين (عليه السلام) : كلاَّ ! ما هذه فينا نزلت ، إنَّما نزلت فينا : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لكَيلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (الحديد : 22 ـ 23) فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا مِن الدنيا ولا نفرح بما أتانا منها .
كان يزيد يُريد أنْ يعزو حادثة كربلاء الدمويَّة ، وما أصاب أهل البيت فيها إلى أعمالهم ، وأنَّه بريءٌ مِن دمهم بحسب مفهوم الآية التي قرأها ، ولكنَّ الإمام ردَّ فِريته ودحضها [1] .