قال : فهبك فعلت هذا بما يجب لأبي بكر وعمر مِن الحقِّ ، أفشهد عندك شاهدا عدلٍ ؟
قال : قد زكي أحدهما .
قال : فيقام الحَدُّ بغير شاهدين عدلين ؟
قال : لا .
قال : ثمَّ أقمت الحَدَّ في رمضان ، فالحدود تُقام في شهر رمضان ؟
قال : لا .
قال : ثمَّ جلدته وهو قائم ، فالمحدود يُقام ؟
قال : لا .
قال : ثمَّ شبحته بين العقابين فالمحدود يُشبح ؟
قال : ثمَّ جلدته عُرياناً فالمحدود يُعرى ؟
قال : لا .
قال : ثمَّ حملته على جمل فأطفته فالمحدود يُطاف به ؟
قال : لا .
قال : ثمَّ حبسته بعد أنْ أقمت عليه الحَدَّ ، فالمحدود يُحبس بعد الحَدِّ ؟
قال : لا .
قال : لا يراني الله أبوء بإثمك وأُشاركك في جُرمك ، خذوا عنه ثيابه وأحضروا المحدود ليأخذ حَقَّه منه .
فقال له مَن حضر مَن الفُقهاء : الحمد لله الذي جعلك عاملاً بحقوقه ، عارفاً بأحكامه تقول الحَقَّ وتعمل به ، وتأمر بالعدل وتؤدَّب مَن رغب عنه ، إنَّ هذا ـ يا أمير المؤمنين ـ حاكم اجتهد فأخطأ ، فلا تفضح به الحُكَّام وتهتك به القضاء ، فأمر به فحُبس في داره حتَّى مات [1] .