صار المأمون إلى دمشق سنة ... وكان بشر بن الوليد الكندي قاضي المأمون ببغداد فضرب رجلاً قرف [1] بأنَّه شتم أبا بكر وعمر وأطافه على جَمل .
فلمَّا قَدِم المأمون مِن رحلة الشام ، وسمع بما فعل بشر أحضر الفقهاء فقال : إنِّي نظرت في قضيَّتك يا بشر ، فوجدتك قد أخطأت بهذا خمس عشرة خطيئة ، ثمَّ أقبل على الفقهاء فقال : أفيكم مَن وقف على هذا ؟
قالوا : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟
فقال : يا بشر ، بم أقمت الحَدَّ على هذا الرجل ؟
قال : بشتم أبي بكر وعمر .
قال : حضرك خصومه ؟
قال : لا .
قال : فوكَّلوك ؟
قال : لا .
قال : فللحاكم أنْ يُقيم حَدَّ القرفة بغير حضور خصم ؟
قال : لا .
قال : وكنت تأمن أنْ يهب بعض القوم حصَّته فيبطل الحَدُّ ؟