مِثل هذا وقع لدحية الكلبي في بلاد الروم . فقد بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أواخر أيَّامه برسائل إلى عدد مِن مُلوك الدول ، كان منهم القيصر ـ ملك الروم ـ يدعوهم إلى الإسلام ، فحمل كلَّ رسالة منها رسولٌ خاصٌّ لإيصاله . ووقع اختيار النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على دحية الكلبي ليحمل رسالته للقيصر ، وكان دحية مِن المؤمنين الذين تربُّوا في مدرسة الإسلام على هُدى كلمة التوحيد . فرحل حتَّى وصل عاصمة ملك الرُّوم .
فقال قوم مُلك الروم لدحية : إذا رأيت الملك فاسجد له ، ثمَّ لا ترفع رأسك حتَّى يأذن لك .
قال دحية : لا أفعل هذا أبداً ولا أسجد لغير الله .
لقد أصبحت هذه الجُرأة والحُرِّيَّة مِن نصيب المسلمين في مدرسة الإسلام ، وهي كلَّها مِن بركة الإيمان بالله والتوكُّل على قُدرة الله غير المحدودة [1] .