responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القصص التربوية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 280

كفرتْ بأنعُم الله فأذاقها لِبَاس الجُوع والخَوف

كانت الخيزران أُمُّ الهادي والرشيد في دارها المعروفة اليوم بأشناس ، وعندها أُمَّهات أولاد الخُلفاء وغيرهنَّ مِن بنات بني هاشم ، وهي على بساطٍ أرمنيٍّ وهُنَّ على نمارق أرمنيَّة ، وزينب بنت سليمان بن علي أعلاهُنَّ مرتبة ، فبينا هُنَّ كذلك إذ دخل خادم لها فقال :

بالباب امرأة ذات حُسنٍ وجَمال في أطمار رَثَّةٍ ، تأبى أنْ تُخبر باسمها وشأنها غيركنَّ ، وتروم الدخول عليكنَّ ، وقد كان المهدي تقدَّم إلى الخيزران بأنْ تَلزم زينب بنت سليمان بن علي ، وقال لها : اقتبسي مِن آدابها ، وخُذي مِن أخلاقها ؛ فإنَّها عجوز لنا قد أدركت أوائلنا ، فقالت الخيزران للخادم : ائذَن لها ، فدخلت امرأة ذات بَهاء وجَمال في أطمار رَثَّةٍ ، فتكلَّمت فأوضحت عن بيان ، قالوا لها : مَن أنت ؟ قالت : أنا مُزنَة امرأة مروان بن محمد ، وقد أصارني الدهر إلى ما تَرَيْنَ . ووالله ، ما لأطمار الرثَّة التي عليَّ إلاَّ عارية ، وإنَّكم لمَّا غلبتمونا على هذا الأمر وصار لكم دوننا ، لم نأمَن مِن مُخالطة العامَّة على ما نحن فيه مِن الضرر على بادرة إلينا ذيل موضع الشرف ، فقصدناكم لنكون في حِجابكم على أيَّة حالة كانت ، حتَّى تأتي دعوة مِن له الدعوة ، فاغرورقت عَيْنَا الخيزران ونظرت إليها زينب بنت سليمان بن علي ، فقالت لها : لا خفّف الله عنك يا مزنة ، أتذكرين وقد دخلت عليك بحرَّان وأنت على هذا البساط بعينه ، ونساء قرابتكم على هذه النمارق ، فكلَّمتك في جثّة إبراهيم الإمام ، فانتهرتيني وأمرت بإخراجي ، وقلت : ما للنساء والدخول على الرجال في آرائهم ؟! فوالله ، لقد كان مروان أرعى للحَقِّ منك ؛ لقد دخلت إليه فحلف أنَّه ما قتله ، وهو كاذب ، وخيَّرني بين أنْ يدفنه أو يدفع إليَّ جُثَّته وعرض عليَّ مالاً فلم أقبله .

فقالت مزنة : والله ، ما نظنُّ هذا الحالة أدَّتني إلى ما ترينه إلاّ بالفِعال التي كانت منِّي وكأنَّكِ استحسنتِه ، فحرَّضت الخيزران على فعل مثله ، إنَّما كان يجب أنْ تُحضيها على فعل الخير

نام کتاب : القصص التربوية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست