اتَّبع عليَّاً وحزبه فإنَّه مع الحَقِّ والحَقُّ معه
لمَّا كان يوم صِفِّين ، خرج عمار بن ياسر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقال له : يا أخا رسول الله ، أتأذن لي في القتال ؟
قال : (مَهْلاً رحمك الله) .
فلمَّا كان بعد ساعة أعاد (عليه السلام) فأجابه بمِثله .
فأعاد ثالثاً ، فبكى أمير المؤمنين ، فنظر إليه عمار .
فقال : يا أمير المؤمنين ، إنَّه اليوم الذي وصفني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فنزل أمير المؤمنين عن بَغلته ، وعانق عمار ، وودَّعه .
ثمَّ قال : (يا أبا اليقظان ، جَزاك الله عن الله وعن نبيِّك خيراً ، فنِعْمَ الأخُ كنت ونِعْمَ الصاحب كنت) .
ثمَّ بكى (عليه السلام) وبكى عمار ثمَّ قال : والله ـ يا أمير المؤمنين ـ ما تبعتك إلاَّ ببصيرة ، فإنِّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول يوم حُنين :
(يا عمار ، ستكون بعدي فِتنة وإذا كان ذلك فاتَّبع عليَّاً وحزبه ؛ فإنَّه مع الحَقِّ والحَقُّ معه) [1] .