يفترق السفيه عن الصبي بالبلوغ ، وعن المجنون بالعقل ، فالسفه من حيث هو يجتمع مع الإدراك والتمييز ؛ لأنّ السفيه هو الذي لا يحسن إدارة أمواله وإنفاقها بالمعروف ، سواء أكانت فيه جميع المؤهلات لحسن الإدارة ولكنّه أهل ولم يفعل ، أم كان فاقداً لها . وبكلمة : إنّه المهمِل المبذِّر ، على أن يتكرر منه الإهمال والتبذير . ومن التبذير أن يتصدق بكلّ أو جُلّ ما يملك ، أو يبني مسجداً أو مدرسة أو مصحّاً لا يُقدِم عليه مَن كان في وضعه المادي والاجتماعي ، بحيث يضرّ به وبمن يعول ، ويراه الناس خارجاً عن طريقة العقلاء في إدارة أموالهم .
التحجير :
اتفقوا ـ ما عدا أبا حنيفة ـ على أنّ السفيه يُحجر عليه في خصوص التصرفات المالية ، وإنّ شأنه في ذلك شأن الصبي والمجنون إلاّ إذا أذن له الولي ، وله مطلق الحرية في التصرفات التي لا تتصل بالمال من قريب