الوقوف بالمزدلفة هو الفعل الذي يأتي بَعد الوقوف بعرفة إجماعاً .
واتفقوا على أنّ الحاج يتوجه مِن عرفة إلى المزدلفة ، وفيها المشعر الحرام المراد بقوله تعالى : ( فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ) .
وأيضاً اتفقوا على أنّه يستحب أن يؤخر صلاة المغرب مِن ليلة العيد إلى المزدلفة ، قال صاحب التذكرة : إذا غربت الشمس في عرفة فليفض منها قَبل الصلاة إلى المشعر ، ويدعو بالمنقول .
وقال صاحب المغني : ( إنّ السنّة لمن دفع مِن عرفة ـ أي خرج منها ـ أن لا يصلّي المغرب حتى يصل إلى المزدلفة ، فيجمع بين المغرب والعشاء ، لا خلاف في هذا ، قال ابن المنذر : أجمع أهل العلم ـ لا اختلاف بينهم ـ أنّ السنّة أن يجمع الحاج بين المغرب والعشاء ، والأصل في ذلك أنّ النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) جمع بينهما ) [1] .
[1] استدل الإمامية بفعل النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) على جواز الجمع ، حيث قال ( ص ) : ( صلّوا كما رأيتموني أُصلّي ) ، والجمع مرة أو في مكان خاص يستدعي جوازه كل مرة وفي كل مكان إلاّ أن يرد نص على أنّه مختص وغير شامل ، ولا نص على التخصيص ، فيكون الجمع جائزاً إطلاقاً في كل زمان ومكان .