responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 231

على المال، و قالت: لا صدقة و ذو رحم محتاج، بل سبق ذلك كتاب اللّه المجيد، فإنه جلّت عظمته لما بالغ في دعوة الناس عموما، و المسلمين خصوصا إلى البذل و الإحسان و إنفاق المال على الفقراء و المساكين فيما يزيد على سبعين آية بأساليب مختلفة، و تراكيب عجيبة توجه الكتاب الكريم إلى تعديل ذلك، فأمر بالاقتصاد و التدبير و الاعتدال و مجانبة التبذير، فقال جل و علا: وَ آتِ ذَا اَلْقُرْبى‌ََ حَقَّهُ وَ اَلْمِسْكِينَ وَ اِبْنَ اَلسَّبِيلِ وَ لاََ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً*`إِنَّ اَلْمُبَذِّرِينَ كََانُوا إِخْوََانَ اَلشَّيََاطِينِ وَ كََانَ اَلشَّيْطََانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً [1] ، بل زاد فقال: كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذََا أَثْمَرَ وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصََادِهِ وَ لاََ تُسْرِفُوا [2] ، أي لا تسرفوا في العطاء، بل أوضح ذلك في سورة الإسراء و سورة الفرقان، فقال في الأولى: وَ لاََ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى‌ََ عُنُقِكَ وَ لاََ تَبْسُطْهََا كُلَّ اَلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً [3] ، و في الثانية: اَلَّذِينَ إِذََا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كََانَ بَيْنَ ذََلِكَ قَوََاماً [4] ، إلى كثير من أمثالها.

و من هنا كانت الشريعة الإسلامية شريعة العدل و الفصل‌ وَ كَذََلِكَ جَعَلْنََاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً [5] ، لا تدعو إلى فضيلة إلاّ و تقرنها بالاعتدال و العقل و التوسط «و خير الأمور أوسطها» .

فلله شريعة الإسلام المقدسة ما أوسعها و أجمعها و أمنعها و أنفعها.

أ فلا قائل يقول لهذا الشباب الطائش المخدوع بتلك الشيوعية الحمراء،


[1] -سورة الإسراء، الآية 26-27.

[2] -سورة الأنعام، الآية 141.

[3] -سورة الإسراء، الآية 29.

[4] -سورة الفرقان، الآية 67.

[5] -سورة البقرة، الآية 143.

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست