على المال، و قالت: لا صدقة و ذو رحم محتاج، بل سبق ذلك كتاب اللّه المجيد، فإنه جلّت عظمته لما بالغ في دعوة الناس عموما، و المسلمين خصوصا إلى البذل و الإحسان و إنفاق المال على الفقراء و المساكين فيما يزيد على سبعين آية بأساليب مختلفة، و تراكيب عجيبة توجه الكتاب الكريم إلى تعديل ذلك، فأمر بالاقتصاد و التدبير و الاعتدال و مجانبة التبذير، فقال جل و علا: وَ آتِ ذَا اَلْقُرْبىََ حَقَّهُ وَ اَلْمِسْكِينَ وَ اِبْنَ اَلسَّبِيلِ وَ لاََ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً*`إِنَّ اَلْمُبَذِّرِينَ كََانُوا إِخْوََانَ اَلشَّيََاطِينِ وَ كََانَ اَلشَّيْطََانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً[1] ، بل زاد فقال: كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذََا أَثْمَرَ وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصََادِهِ وَ لاََ تُسْرِفُوا[2] ، أي لا تسرفوا في العطاء، بل أوضح ذلك في سورة الإسراء و سورة الفرقان، فقال في الأولى: وَ لاََ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلىََ عُنُقِكَ وَ لاََ تَبْسُطْهََا كُلَّ اَلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً[3] ، و في الثانية: اَلَّذِينَ إِذََا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كََانَ بَيْنَ ذََلِكَ قَوََاماً[4] ، إلى كثير من أمثالها.
و من هنا كانت الشريعة الإسلامية شريعة العدل و الفصل وَ كَذََلِكَ جَعَلْنََاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً[5] ، لا تدعو إلى فضيلة إلاّ و تقرنها بالاعتدال و العقل و التوسط «و خير الأمور أوسطها» .
فلله شريعة الإسلام المقدسة ما أوسعها و أجمعها و أمنعها و أنفعها.
أ فلا قائل يقول لهذا الشباب الطائش المخدوع بتلك الشيوعية الحمراء،