responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 222

و السخاء التي يقابلها رذيلة الشح و البخل، فالكرم عطاء بلا عوض، و بذل من دون نظر إلى الاستحقاق و عدمه، و البخل المنع حتى مع الاستحقاق، و الأولى هي بمرتبتها العليا هي صفة الحق جل شأنه، و الأمثل فالأمثل من الأنبياء و المرسلين، و الأوصياء و الصديقين، و لعلها في بعض البشر من الغرائز و المواهب لا تحصل بالطلب و الكسب كصفاء اللؤلؤة و إشراق الشمس و فيض الينابيع، و مثلها رذيلة البخل، قد تكون طبيعة في بعض البشر و غريزة.

و هناك أوساط و نفوس ساذجة ليس في جبلتها هذا و لا ذاك، فيؤثر فيها المحيط و التربية، و الأقران، فضيلة أو رذيلة، و ما من شريعة من الشرائع، و لا دين من الأديان، و لا كتاب من الكتب قد حث و بعث و بالغ في الدعوة إلى الإحسان و المعروف و بذل المال في سبيل الخير مجانا و لوجه اللّه تعالى كشريعة الإسلام و كتابها المجيد، و قلّما تجد سورة من سور القرآن لم يتكرر فيها طلب الإنفاق و الوعد بالأجر العظيم له.

خذ أول سورة بعد الفاتحة و هي أوسع سورة بعد الفاتحة، و هي أوسع سورة تضمنت التشريع الإسلامي و عامة فرائضه من الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج و النكاح و الرضاع و الطلاق و المعاملات و الديون و الرهن و القصاص و الديات و غير ذلك، افتتح الباري جل شأنه هذه السورة بالإنفاق، و قرنه بالإيمان باللّه، و بأهم دعائم الإسلام و هي الصلاة فقال: اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاََةَ وَ مِمََّا رَزَقْنََاهُمْ يُنْفِقُونَ [1] ، ثمّ قال جل شأنه فيها بعد جملة آيات: وَ لََكِنَّ اَلْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللََّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ ... وَ آتَى اَلْمََالَ عَلى‌ََ حُبِّهِ ذَوِي


[1] -سورة البقرة، الآية 3.

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست