responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 118

للحوم ذبائحهم في منى، فلو فرضنا الحجاج مائة ألف فلا يقل كل واحد غالبا عن ذبيحتين، في الأضحية و الكفارة، تصير مائتي ألف ذبيحة، فيذبح و لا مصرف لها، و لا أحد يأخذ، فيطرح على الأرض و يفسد الهواء و يتولد الأمراض، و في هذا الزمان يقولون يجمعها ابن سعود في بئر و يطرح عليها التراب، فأي فائدة فيها، اجتماعية و انفرادية؟فلو عيّن الشارع الإسلامي على كل أحد من الحجاج بدل الهدي مقدارا معينا من النقود فيجمع للصرف في مصالح العامة للمسلمين، أ ليس أحسن؟

الجواب:

قضية الذبائح و القرابين، و تقديمها للآلهة بكثرة، شعيرة من الشعائر القديمة في أكثر الأديان، حتى عند المشركين و عبدة الأوثان، فضلا عن الديانات الثلاث المشهورة.

و حيث إنّ الشريعة الإسلامية جعلت الكعبة قبلة للمسلمين و إليها حجّهم و موقع الكعبة هو الحجاز، و هي أرض-كما يعلم كل أحد-قاحلة و حرة سوداء، لا يعيش فيها ضرع و لا زرع، و أهل الحجاز على الغالب فقراء بالفقر المدقع الذي كان يدفعهم إلى استطابة أكل الحشرات و الوحوش من الضب، و اليربوع، و الأرانب و نحوها، بل ربما يضطرون في بعض السنوات إلى أكل الدم الممتزج بالصوف، بل ما هو أسوأ من ذلك، فقضت الحكمة الإلهية الإرفاق بأهل تلك البلاد و التوسعة عليهم.

و من يتجوّل في القبائل الحجازية و ينظر شحوب تلك الشعوب، و غبرة وجوههم، و رثّ ملابسهم، و جشوبة طعامهم، يعرف سعة الرحمة الإلهية،

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست