نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 98
تارة، و في رأسه أخرى، و على ظهر قدمه تارة، فكان يستفرغ مادة الدم المؤذي من أقرب مكان إليه. و اللّه أعلم.
فصل
و القيء ينقي المعدة و يقويها، و يحد البصر، و يزيل ثقل الرأس، و ينفع قروح الكلى، و المثانة، و الأمراض المزمنة كالجذام و الاستسقاء، و الفالج و الرعشة، و ينفع اليرقان.
و ينبغي أن يستعمله الصحيح في الشهر مرتين متواليتين من غير حفظ دور، ليتدارك الثاني ما قصر عنه الأول، و ينقي الفضلات التي انصبت بسببه، و الإكثار منه يضر المعدة، و يجعلها قابلة للفضول، و يضر بالأسنان و البصر و السمع، و ربما صدع عرقا، و يجب أن يجتنبه من به ورم في الحلق، أو ضعف في الصدر، أو دقيق الرقبة، أو مستعد لنفث الدم، أو عسر الإجابة له.
و أما ما يفعله كثير ممن يسيء التدبير، و هو أن يمتلئ من الطعام، ثم يقذفه، ففيه آفات عديدة، منها: أنه يعجل الهرم، و يوقع في أمراض رديئة، و يجعل القيء له عادة. و القيء مع اليبوسة، و ضعف الأحشاء، و هزال المراق [1]. أو ضعف المستقيء خطر.
و أحمد أوقاته الصيف و الربيع دون الشتاء و الخريف، و ينبغي عند القيء أن يعصب العينين، و يقمط البطن، و يغسل الوجه بماء بارد عند الفراغ، و أن يشرب عقيبه شراب التفاح مع يسير من مصطكى، و ماء الورد ينفعه نفعا بيتا.
و القيء يستفرغ من أعلى المعدة، و يجذب من أسفل، و الإسهال بالعكس، قال أبقراط: و ينبغي أن يكون الاستفراغ في الصيف من فوق أكثر من الاستفراغ بالدواء، و في الشتاء من أسفل.
[1] مراق البطن البطن: بفتح الميم و تشديد القاف: مارق منه و لان، و لا واحد له
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 98