responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 97

التاسع: من الأعراض النفسانية، كالهم الشديد، و الغم، و الحزن، و غلبة اشتغال الطبيعة و القوى الطبيعية به، و اهتمامها بوروده عن تدبير البدن، و إصلاح الغذاء، و إنضاجه، و هضمه، فتقذفه المعدة، و قد يكون لأجل تحرك الأخلاط عند تخبط النفس، فان كل واحد من النفس و البدن ينفعل عن صاحبه، و يؤثر في كيفيته.

العاشر: نقل الطبيعة بأن يرى من يتقيأ، فيغلبه هو القي‌ء من غير استدعاء، فإن الطبيعة نقالة.

و أخبرني بعض حذاق الأطباء، قال: كان لي ابن أخت حذق في الكحل، فجلس كحالا، فكان اذا فتح عين الرجل، و رأى الرمد و كحله، رمد هو، و تكرر ذلك منه، فترك الجلوس. قلت له: فما سبب ذلك؟ قال: نقل الطبيعة، فانها نقالة، قال: و أعرف آخر، كان رأى خراجا في موضع من جسم رجل يحكه، فحك هو ذلك الموضع، فخرجت فيه خراجه. قلت: و كل هذا لا بد فيه من استعداد الطبيعة، و تكون المادة ساكنة فيها غير متحركة، فتتحرك لسبب من هذه الأسباب، فهذه أسباب لتحرك المادة لا أنها هي الموجبة لهذا العارض.

فصل‌

و لما كانت الأخلاط في البلاد الحارة، و الأزمنة الحارة ترق و تنجذب إلى فوق، كان القي‌ء فيها أنفع. و لما كانت في الأزمنة الباردة و البلاد الباردة تغلظ، و يصعب جذبها إلى فوق، كان استفراغها بالإسهال أنفع.

و إزالة الأخلاط و دفعها تكون بالجذب و الاستفراغ، و الجذب يكون من أبعد الطرق، و الاستفراغ من أقربها، و الفرق بينهما أن المادة إذا كانت عاملة في الانصباب أو الترقي لم تستقر بعد، فهي محتاجة إلى الجذب، فإن كانت متصاعدة جذبت من أسفل، و إن كانت منصبة جذبت من فوق، و أما إذا استقرت في موضعها، استفرغت من أقرب الطرق إليها، فمتى أضرت المادة بالأعضاء العليا، اجتذبت من أسفل، و متى أضرت بالأعضاء السفلى، اجتذبت من فوق، و متى استقرت، استفرغت من أقرب مكان إليها، و لهذا احتجم النبي (صلى اللّه عليه و سلم) على كاهله‌

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست