responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 9

و البارد، و الرطب و اليابس، و إما من خارج، فلأن ما يلقاه قد يكون موافقا، و قد يكون غير موافق، و الضرر الذي يلحق الإنسان قد يكون من سوء المزاج بخروجه عن الاعتدال، و قد يكون من فساد في العضو، و قد يكون من ضعف في القوى، أو الأرواح الحاملة لها، و يرجع ذلك الى زيادة ما الاعتدال في عدم زيادته، أو نقصان ما الاعتدال في عدم نقصانه، أو تفرق ما الاعتدال في اتصاله، أو اتصال ما الاعتدال في تفرقه، او امتاد ما الاعتدال في انقباضه، أو خروج ذي وضع و شكل عن وضعه و شكله بحيث يخرجه عن اعتداله.

فالطبيب: هو الذي يفرق ما يضر بالانسان جمعه، أو يجمع فيه ما يضره تفرقه، و ينقص منه ما يضره زيادته، أو يزيد فيه ما يضره نقصه، فيجلب الصحة المفقودة، أو يحفظها بالشكل و الشبه، و يدفع العلة الموجودة بالضد و النقيض، و يخرجها، أو يدفعها بما يمنع من حصولها بالحمية، و سترى هذا كله في هدي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) شافيا كافيا بحول اللّه و قوته، و فضله و معونته.

فصل‌

فكان من هديه (صلى اللّه عليه و سلم) فعل التداوي في نفسه، و الأمر به لمن أصابه مرض من أهله و أصحابه، و لكن لم يكن من هديه و لا هدي أصحابه استعمال هذه الأدوية المركّبة التي تسمى أقرباذين، بل كان غالب أدويتهم بالمفردات، و ربما أضافوا إلى المفرد ما يعاونه، أو يكسر سورته، و هذا غالب طبّ الأمم على اختلاف أجناسها من العرب و التّرك، و أهل البوادي قاطبة، و إنما عني بالمركبات الروم و اليونانيون، و أكثر طبّ الهند بالمفردات.

و قد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل عنه إلى الدواء، و متى أمكن بالبسيط لا يعدل عنه إلى المركب.

قالوا و كلّ داء قدر على دفعه بالأغذية و الحمية، لم يحاول دفعه بالأدوية.

قالوا و لا ينبغي للطبيب أن يولع بسقي الأدوية، فإن الدواء إذا لم يجد في البدن داء يحلّله، أو وجد داء لا يوافقه، أو وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه، أو كيفيته،

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست