responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 87

فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في علاج المرضى بتطييب نفوسهم و تقوية قلوبهم‌

روى ابن ماجه «في سننه» من حديث أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «اذا دخلتم على المريض، فنفسوا له في الأجل، فان ذلك لا يرد شيئا، و هو يطيب نفس المريض» [1].

و في هذا الحديث نوع شريف جدا من أشرف أنواع العلاج، و هو الإرشاد الى ما يطيب نفس العليل من الكلام الذي تقوى به الطبيعة، و تنتعش به القوة، و ينبعث به الحار الغريزي، فيتساعد على دفع العلة أو تخفيفها الذي هو غاية تأثير الطبيب.

و تفريح نفس المريض، و تطييب قلبه، و ادخال ما يسره عليه، له تأثير عجيب في شفاء علته و خفتها، فإن الأرواح و القوى تقوى بذلك، فتساعد الطبيعة على دفع المؤذي، و قد شاهد الناس كثيرا من المرضى تنتعش قواه بعيادة من يحبونه، و يعظمونه، و رؤيتهم لهم، و لطفهم بهم، و مكالمتهم إياهم، و هذا أحد فوائد عيادة المرضى التي تتعلق بهم، فان فيها أربعة أنواع من الفوائد: نوع يرجع الى المريض، و نوع يعود على العائد، و نوع يعود على أهل المريض، و نوع يعود على العامة.

و قد تقدم في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) أنه كان يسأل المريض عن شكواه، و كيف يجده و يسأله عما يشتهيه، و يضع يده على جبهته، و ربما وضعها بين ثدييه، و يدعو له، و يصف له ما ينفعه في علته، و ربما توضأ وصب على المريض من وضوئه، و ربما كان يقول للمريض: «لا بأس طهور إن شاء اللّه» [2]، و هذا من كمال اللطف، و حسن العلاج و التدبير.


[1] أخرجه الترمذي في الطب، و ابن ماجه في الجنائز. و معنى «فنفسوا له في الأجل» أي وسعوا له و أطمعوه في طول الحياة، و أذهبوا حزنه فيما يتعلق بأجله، بأن تقولوا: لا بأس، طهور، فإن في ذلك تنفيسا لما هو فيه من الكرب و طمأنينة لقلبه.

[2] أخرجه البخاري‌

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست