نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 67
مداة يجب استفراغها، نفع فيه الحناء نفعا ظاهرا، و إذا دقّ و ضمّدت به الجبهة مع الخل، سكن الصّداع، و فيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به، سكنت أوجاعه، و هذا لا يختصّ بوجع الرأس، بل يعم الأعضاء، و فيه قبض تشد به الأعضاء، و إذا ضمّد به موضع الورم الحار و الملتهب، سكنه.
و قد روى البخاري في «تاريخه» و أبو داود في «السنن» أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ما شكى إليه أحد وجعا في رأسه إلا قال له: «احتجم»، و لا شكى إليه وجعا في رجليه إلا قال له: «اختضب بالحنّاء» [1].
و في الترمذي: عن سلمى أم رافع خادمة النبي (صلى اللّه عليه و سلم) قالت: كان لا يصيب النبي (صلى اللّه عليه و سلم) قرحة و لا شوكة إلا وضع عليها الحناء [2].
فصل [في الحناء]
و الحناء بارد في الأولى، يابس في الثانية، و قوة شجر الحناء و أغصانها مركّبة من قوة محللة اكتسبتها من جوهر فيها مائي، حار باعتدال، و من قوة قابضة اكتسبتها من جوهر فيها أرضي بارد.
و من منافعه أنه محلّل نافع من حرق النار، و فيه قوة موافقة للعصب إذا ضمّد به، و ينفع إذا مضغ من قروح الفم و السّلاق [3] العارض فيه، و يبرئ القلاع [4] الحادث في أفواه الصبيان، و الضّماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة، و يفعل في الجراحات فعل دم الأخوين. و إذا خلط نوره مع الشمع المصفّى، و دهن الورد، ينفع من أوجاع الجنب.
و من خواصه أنه إذا بدأ الجدريّ يخرج بصبي، فخضبت أسافل رجليه بحناء، فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه، و هذا صحيح مجرّب لا شك فيه. و إذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف طيبها، و منع السوس عنها، و إذا نقع ورقه في ماء عذب يغمره، ثم عصر و شرب من صفوه أربعين يوما كلّ يوم عشرون