نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 66
و التاسع عشر ما يحدث عن ورم في صفاق الدماغ، و يجد صاحبه كأنه يضرب بالمطارق على رأسه.
و العشرون: ما يحدث بسبب الحمى لاشتعال حرارتها فيه فيتألم، و اللّه أعلم.
فصل [في سبب صداع الشقيقة]
و سبب صداع الشقيقة مادة في شرايين الرأس وحدها حاصلة فيها، أو مرتقية إليها، فيقبلها الجانب الأضعف من جانبيه، و تلك المادة إما بخارية، و إما أخلاط حارة أو باردة، و علامتها الخاصة بها ضربان الشرايين، و خاصة في الدموي. و إذا ضبطت بالعصائب، و منعت من الضربان، سكن الوجع.
و قد ذكر أبو نعيم في كتاب «الطب النبوي» له: أن هذا النوع كان يصيب النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، فيمكث اليوم و اليومين، و لا يخرج.
و فيه: عن ابن عباس قال: خطبنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و قد عصب رأسه بعصابة.
و في «الصحيح»، أنه قال في مرض موته: «وا رأساه» [1] و كان يعصّب رأسه في مرضه، و عصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة و غيرها من أوجاع الرأس.
فصل [في علاج صداع الشقيقة]
و علاجه يختلف باختلاف أنواعه و أسبابه، فمنه ما علاجه بالاستفراغ، و منه ما علاجه بتناول الغذاء، و منه ما علاجه بالسكون و الدّعة، و منه ما علاجه بالضّمادات، و منه ما علاجه بالتبريد، و منه ما علاجه بالتسخين، و منه ما علاجه بأن يجتنب سماع الأصوات و الحركات.
إذا عرف هذا، فعلاج الصّداع في هذا الحديث بالحناء، هو جزئي لا كليّ، و هو علاج نوع من أنواعه، فإن الصّداع إذا كان من حرارة ملهبة، و لم يكن من